دلالات لقاء المرجع الشِّيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى السَّيد السِّيستاني مع الحبر الأعظم
لقاء المرجع الشِّيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى السَّيد السِّيستاني (دام ظله) مع الحبر الأعظم بابا الفاتيكان يحمل مجموعة دلالات كبيرة.
الدلالة الأولى:
لا عقدة من أيِّ لقاء إسلامي مسيحي ما دام ذلك اللِّقاء يَخدمُ أهداف البشريَّة، ويحقِّق الخير للأوطان والشُّعوب، وما دام فيه خلاصٌ للمستضعفين والمعذَّبين في الأرض، وما دام يكرِّس المحبَّة والتَّسامح بين الأديان.
أمَّا إذا كان الأمر عكس ذلك فالتحفُّظ قائم على أيِّ لقاء أو تقارب.
الدلالة الثَّانية:
استطاع هذا اللِّقاء أنْ يوصل رسالة صريحة كلَّ الصَّراحة إلى بابا الفاتيكان بأهمِّ هموم هذه الأمَّة بكلِّ انتماءاتها وطوائفها ومذاهبها وقوميَّاتها، هذه الهموم التي تتمركز في طلب السَّلام، والأمن والإصلاح، والمحبَّة، والتَّسامح، والعدل، والازدهار والرَّفاه والاطمئنان، وفي نبذ الظُّلم والقهر والفقر والاضطِّهاد الدِّيني والفكري وكبت الحريَّات الأساسيَّة وغياب العدالة الاجتماعيَّة.
الدلالة الثَّالثة
الحوار الإسلامي المسيحي مطلوبٌ لا من أجل أنْ تتغيَّر قناعاتُ الانتماء إلى هذا الدِّين أو ذاك الدِّين، فهذه القناعات محكومة لمجموعة اعتباراتٍ يصعبُ الاقتراب منها، وهي متروكة للدِّراسات العلميَّة المتخصِّصة.
الحوار الإسلامي المسيحي مطلوب:
أوَّلًا: لمعالجة قضايا العلاقة بين الأديان والتي أصابها الكثير من التوتُّرات.
ثانيًا: لمعالجة قضايا الأزمات التي أنتجها التطرُّف الدِّيني.
ثالثًا: لمواجهة التحدِّيات الكبرى التي باتت تقلق الإنسانيَّة في هذا العصر من خلال توظيف دور الإيمان باللَّه تعالى، وبرسالاته، وبقيم الدِّين.
الدلالة الرَّابعة:
استطاع هذا اللِّقاء أنْ يضع الحبر الأعظم بابا الفاتيكان أمام نموذج المرجعيَّة الإسلاميَّة الشِّيعيَّة في وعيها، وبصيرتها، وروحانيَّتها، وتواضعها، وانفتاحها على قضايا العصر، وهموم العالم، وتطلُّعات الشُّعوب.
من حديث سماحة العلاّمة الغريفي في ذكرى المبعث النبوي الشريف | الخميس 26 رجب الأصب 1442هـ الموافق 11-3-2021م.