في ذكرى أربعينيَّة الخطيب السَّيِّد شرف الخابوري 25 شعبان 1442 هـ – 8.4.2021
أبرز ما جاء في كلمة العلَّامةالغريفي في ذكرى أربعينيَّة الخطيب العلَّامة السَّيد شرف الموسوي الخابوري (رضوان الله عليه)..
العلَّامةالغريفي:
الشَّخصيَّات التي أعطت كلَّ وجودها من أجل الأجيال؛ أعني من أجل أنْ تبقى الأجيال في خط الإيمان وعيًا وقيمًا وسلوكًا، هذه الشَّخصيَّات يجب أنْ تبقى في ذاكرة الأجيال، وفي وعي الأجيال، وفي وجدان الأجيال، وفي حركة الأجيال.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
من المسؤول عن أن يُبقي هذه النماذج الفكريَّة والثقافيَّة والإيمانيَّة في ذاكرة أجيالنا، وفي وجدان أجيالنا وفي حراك أجيالنا؟
هذه المسؤوليَّة هي مسؤوليَّة المواقع الدِّينيَّة من حوزات، ومنابر، ومؤسَّسات .. هذه المواقع الدِّينيَّة هي المسؤولة في أن تحافظ على بقاء هذه النماذج في ذاكرة أجيالنا، وفي وعي أجيالنا، وفي حياة أجيالنا.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
في هذا اللقاء نقف مع واحدٍ من أبرز رموز المنبر الحسيني، وعالم جليل قضى حياته في خدمة أهداف الدِّين ألا وهو فضيلة السَّيد شرف الموسوي.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري هو عماني الأصل، وبقي عمانيًّا، لكنه قضى مساحة من حياته في البحرين.. – إنْ لم تخني الذَّاكرة – كانت هجرته إلى البحرين في (السِّتينات الميلاديَّة) من القرن الماضي.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري .. وَبعد فترة من هجرته استقرَّ في منطقة النعيم. . هو وعائلته وأولاده، في مكان قريب من منزل سماحة السَّيِّد علوي الغريفي.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
مع بداية الستينات الميلاديَّة كانت عودة العلَّامة السَّيّد علوي الغريفي من النّجف الأشرف، 1961 رجع إلى البحرين.
ولم تمض فترة حتى أسَّس السيد الغريفي برنامجه التدريسي في مجلسه القديم، وكانت النواة الأولى لحوزة السَّيد الغريفي والتي تطوَّرت وأخذت شكلها الحالي.
ارتبط بهذا البرنامج الحوزوي، في تلك المرحلة التأسيسيَّة عدد من الطلاب من أبرزهم:
– الشَّيخ عيسى أحمد قاسم
– والشَّيخ عباس الدُّرازي
– والشَّيخ عبد الأمير الجمري
– والشَّيخ أحمد مال الله
– والشَّيخ حسن القيسي.
– وكان لي شرف الارتباط بمجلس السَّيِّد الغريفي والاستفادة من برنامجه التدريسي.
وكان السَّيِّد شرف الخابوري أحد الملازمين لهذا المجلس، ولهذا البرنامج التدريسي،وقويت علاقة السَّيِّد شرف بالسَّيِّد الغريفي حتى أصبح من حواريه المقرَّبين جدًّا.
وبعد مدَّة هاجر السَّيِّد شرف إلى النَّجف الأشرف وحسبما أتذكر فقد تزامنت هجرته مع هجرتنا إلى النَّجف.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري خطيب متميِّز
.. كان يملك مؤهلات المنبر الحسيني..
كان يملك درجة عالية من الثَّقافة المنبريَّة.
كان عنده طرح مثقَّف..
كانت مجالسه تحمل ثقافة منبريَّة، سواء:
– الثَّقافة العقيديَّة
– الثَّقافة الدِّينيَّة العامَّة
– الثَّقافة التاريخيَّة
– الثَّقافة الاجتماعيَّة
– ثقافة عصريَّة
– منبره كان ينزع إلى شيئ من الحداثة بنسبة ما، مع محافظته على الجانب التقليدي.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري
عاصر – في تلك المرحلة – خطباء كبار، كـ: (الملَّا عطيَّة الجمري/ الملَّا يوسف/ الشَّيخ أحمد العصفور/ الشَّيخ منصور السِّتري/ الشَّيخ عبد الحسن الجدحفصي)، ومع ذلك استطاع أنْ يفرض حضوره.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري كان يملك درجة عالية من الكفاءة الرُّوحيَّة (الإخلاص)
..
درجة الإخلاص لدى خطيب المنبر هي التي تعطي لمنبره درجةً عالية من التأثير.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
متى يؤثّر الخطيب؟
متى يؤثِّر العالم؟
إذا كان الخطيب مخلصًا لله إخلاصًا صادقًا حقيقيًّا، إذا كان العالم مخلصًا لله إخلاصًا صادقًا، تصل الكلمة إلى قلوب النَّاس، وإلى وجدان النَّاس، وإلى مشاعر النَّاس، وإلى عقول النَّاس.
أمَّا حينما يغيب الإخلاص، تموت الكلمة، وقد تصل الكلمة إلى النَّاس ولعقول النَّاس لكنها لا تأثر.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
هناك خطيب .. هناك عالم .. يبحث عن (جاه وشهرة) وعن (مال) وعن (دنيا) هذا لا يحظى بالتَّوفيق الرَّبَّاني، قد يملك شهرة وصدًى ولا يملك توفيقًا ربَّانيًّا.
الشُّهرة المعبَّأة بالرَّوحانيَّة والرَّبَّانيَّة هي الشُّهرة المطلوبة، الشُّهرة التي ترضي الله.
هذا الذي يبحث عن شهرة وجاه ومال ودنيا، لا يحصل على توفيقات ربَّانيَّة.
“إنَّ العبد ليُنشر له من الثَّناء ما بين المشرق والمغرب ولا يساوي عند الله جناح بعوضة”.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
هناك الخطيب [ هناك العالم ] الذي يبحث عن (رضا الله) ويجتهد لكي يخدم أهداف الدِّين فهذا هو (الخطيب الرَّبَّاني)، هذا هو العالم الرَّبَّاني، هذا هو الدَّاعية الرَّبَّاني.
ما عُرف عن السَّيِّد الخابوري أنَّه يحمل إخلاصًا وصدقًا، هكذا عرفناه.
_____________________________________
العلَّامةالغريفي:
السَّيد شرف الموسوي الخابوري
.. كان عبدًا صالحًا متشرعًا
هذا ما عرفناه عنه.
وكلَّما كان خطيب المنبر، على درجة عالية من التَّقوى والورع والصَّلاح كان قادرًا على صنع التقَّوى والصَّلاح عند مستمعيه.
الخطر كلُّ الخطر أنْ يأمر الخطيب ولا يأتمر، وينهى ولا ينتهي.
• ولذلك في الحديث: “يطَّلع قوم من أهل الجنَّة – في الآخرة – على قوم من أهل النَّار”
ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنَّة بفضل توجيهاتكم، بفضل إرشاداتكم، بفضل خطاباتكم، فيأتي الجواب: كنَّا نأمركم ولا نأتمر، وننهاكم ولا ننتهي.
_____________________________________